بعض النّاس يستيقظون من النّوم في الصّباح متعبين ومرهقين، ويتعجّبون من ذلك، ويحاول البعض إقناع نفسه بعدم صدق إحساسه بالتّعب، إلّا أنّ بحوثاً حديثة أثبتت بالفعل أنّ هناك 7 أسباب واضحة لذلك.
وهذه الأسباب السّبعة كما يلي:
1- الحموضة المعويّة:
أعراض هذه المشكلة تظهر في شكل رائحة فم كريهة في الصّباح، ممّا يمكن أن يشير إلى الإصابة بمرض الجزر المعدي (GERD) (أي رجوع سائل المريء الحمضي)، وقد أظهرت أحدث دراسات النّوم بأنّ 25% من النّاس الذين يعانون من النّوم السّيّء بدون سبب مصابون بالجزر المعدي، والنّتيجة نوعيّة سيّئة من النّوم وإرهاق في الصّباح عند الاستيقاظ.
ولعلاج المشكلة:
- يُفضَّل عدم الأكل قبل النّوم بساعتين.
- تفادي الأطعمة التي تسبّب الحموضة في وجبات الطّعام المسائيّة، مثل الكحوليّات، والصّلصات الثّقيلة، والشّوكولا، واللّحوم، والأطعمة الغنيّة بالتّوابل والحمضيّات والطّماطم.
- يوصي بعض الأطبّاء بمضغ العلكة أيضاً قبل النّوم، لأنّها ترفع من إنتاج اللّعاب، الذي يُحيِّد حامض المعدة.
- عدم أخذ بعض الأدوية، خصوصاً الأسبيرين ومضادّات الألم، مباشرة قبل اللجوء إلى سرير النّوم.
- أظهرت بعض الدّراسات أنّ النّوم على الجانب الأيسر يخفّض من أعراض الحموضة، والنّوم على الجانب الأيمن يجعلها أسوأ، لأنّ الحامض يأخذ وقتاً أطول للخروج من المريء.
- لا يُنصَح بالنّوم على الظّهر، لأنّها وضعيّة تزيد من الجزر المعدي، وإن كانت مفضّلة لدى البعض فيُنصح برفع الرّأس والأكتاف لخفض مستوى الحامض في المريء.
2- الاستيقاظ المتكرّر أثناء اللّيل للتّبوّل:
تُعرَف هذه الحالة باسم Nocturia، ويعاني من هذه المشكلة حوالي 65 % من البالغين الذين يُحرَمون من النّوم نتيجة التّبوّل المتكرّر أثناء اللّيل.
في الأحوال الطّبيعيّة يقوم الجسم بعمليّة حصر البول أثناء النّوم حتّى يمكن النّوم من 6 إلى 8 ساعات بدون استيقاظ، لكن مع التّقدّم في السِّن، يصبح الجسم أقلّ قدرة على حمل السّوائل لفترات طويلة بسبب تراجع الهرمونات المضادّة لدرّ البول.
لعلاج المشكلة:
- عدم شرب أيّة سوائل على الأقلّ قبل 3 ساعات من موعد النّوم، وهذا يتضمّن الأطعمة كثيرة السّوائل، مثل الشّوربات أو الفاكهة.
- التّقليل من استهلاك القهوة والشّاي؛ فالحوامض في القهوة والشّاي يمكن أن تهيّج المثانة.
- عدم شرب الكحول، الذي يعمل كمدرّ للبول ومهيّج للمثانة.
- الذّهاب إلى الحمّام قبل النّوم مع أخذ الوقت الكافي للتّخلّص من كلّ البول الموجود بالجسم.
- استشارة الطّبيب عند الشّعور بألم أو انتفاخ في المثانة، مع عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل جيّد.
- يمكن أن يسبّب مرض السّكّري مشكلة التّبوّل المتكرّر أيضاً، لذلك يُرجى عمل الفحوصات اللازمة لقياس مستوى السّكّر في الدّم.
- بعض الأدوية مثل أدوية القلب ومدرّات البول يمكن أن تساهم في هذه المشكلة؛ لذلك يُنصح بالحوار مع الطّبيب حول الآثار الجانبيّة لهذه الأدوية.
3- طحن الأسنان اللاإرادي:
طحن الأسنان اللاإرادي، هو نشاط عصبي عضلي لاشعوري، ويستمرّ طحن الأسنان في أغلب الأحيان بدون وعي؛ ويخمّن الخبراء بأنّ 5 % من النّاس الذين يطحنون أسنانهم لا يعرفون عن ذلك شيئاً حتّى يخبرهم شخص به أو يكتشف طبيب الأسنان الآثار على الأسنان.
ويتضمّن طحن الأسنان اللاإرادي توتّراً كاملاً للفك، حيث يُعرقل هذا الأمر الاسترخاء الضّروري أثناء النّوم العميق، ويكون الجسم مشغولاً بالحركة بدلاً من الارتياح.
لعلاج المشكلة:
- استشارة طبيب ألأسنان.
- يمكن أن يصف طبيب الأسنان أداة واقية لحماية الفكّ والأسنان أثناء النّوم.
- يقترح الخبراء أيضاً التّوقّف عن مضغ العلكة في أثناء اليوم لأنّ عمليّة تحريك الفكّ يمكن أن تستمرّ حتّى في اللّيل بلا وعي.
- بعض النّاس يلجأون إلى علاجات خاصّة بإرخاء عضلات الفكّ مثل حقن البوتكس.
4- الحركة الدّائمة أثناء النّوم في السّرير
يُعرَف هذا النّوع من الحركة بمتلازمة السّاق القلقة أو اضطراب حركة الأطراف الدّوريّة، ولا يعرف الأطبّاء بالضّبط ما الذي يسبّب اضطرابات الحركة، لكنّهم يعرفون بأنّه يتعلّق مباشرة بالشّعور بعدم الرّاحة العميقة والنّوم السّيّء، كما يمكن أن يسبّب شدّ العضلات الاستيقاظ جزئيّاً من النّوم العميق.
لعلاج المشكلة:
- استشارة الطّبيب الذي قد يربط أعراض بعض الأمراض بحالة الاضطراب الحركي، مثل مرض السّكّري والتهاب المفاصل أو الاعتلال العصبي الخارجي وفقر الدّم ومرض الغدّة الدّرقيّة ومشاكل الكلية التي تساهم في متلازمة السّاق القلقة.
- التّأكُّد من إخبار الطّبيب عن أيّة أدوية يتمّ تناولها، بما في ذلك مضادّات الكآبة ومضادّات الهيستامين والليثيوم، فكلّها يمكن أن تسبّب متلازمة السّاق القلقة كأثر جانبي.
5- التّنفُّس من الفمّ أو الشّخير:
من أعراض هذه المشكلة الاستيقاظ في الصّباح مع جفاف في الفمّ أو رائحة فم كريهة. والتّنفُّس من الفمّ أو الشّخير يمكن أن يقطعا استمراريّة النّوم لعدم الحصول على الهواء الكافي للاسترخاء الكامل. والشّخير الحاد، خصوصاً عندما يكون مصحوبا باللّهاث، يمكن أن يشير أيضاً إلى مشكلة خطيرة متعلّقة بالتّنفّس.
لعلاج المشكلة:
- استعمال الأشرطة الطّبيّة لوقف الشّخير، وهي متوفّرة في الصّيدليّات، أو رذاذ ملحي للأنف لفتح الممرّات الأنفيّة.
- محاولة عدم النّوم على الظّهر.
- التّوقّف عن شرب الكحول الذي يعمل كمسكّن يُضعف عضلات الأنف والحنجرة، ويساهم في الشّخير.
- المسكّنات الأخرى والحبوب المنوّمة تعملان الشّيء نفسه، لذا يُنصح بتجنّب استعمال أيّة مسكّنات.
- تقليل الوزن يمكن أن يُضعف أو يُزيل الشّخير.
6- توقّف التّنفُّس الانسدادي النّاتج عن انقطاع الهواء الدّاخل إلى الحنجرة:
يعتبر توقّف التّنفُّس الانسدادي أثناء النّوم (OSA) من الأمراض الشّائعة، وهو يصيب من 1 إلى 10 % من عامّة النّاس، ويصيب الذّكور بنسبة أكثر من الإناث تصل إلى 10 أضعاف، ونسبة 30 % من الأشخاص الذين لديهم ارتفاع بالتّوتّر الشّرياني الأساسي أو قصور القلب يعانون أيضاً من هذه المشكلة.
وينتج توقّف التّنفُّس الانسدادي عند انقطاع الهواء الدّاخل إلى الحنجرة، ممّا يمنع الحصول على الأوكسجين الكافي، وعندما يتراجع الأوكسجين في الدّماغ يبدأ الاستيقاظ، وهذا يسبّب نوماً متقطّعاً.
كما أنّ زيادة الوزن عامل رئيسي في توقّف التّنفُّس الانسدادي، لأنّه عندما يزداد وزن الشّخص يسبّب ذلك انسداداً له في مجرى الهواء في الحنجرة.
لعلاج المشكلة:
- يُنصح بزيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لرؤية سبب انقطاع التّنفُّس وكيفيّة إصلاح المشكلة.
- من المهم الحصول على أوكسجين كاف أثناء النّوم، لذلك ربّما يوصي الطّبيب باستعمال ضغط هوائي مثل قناع نفخ الهواء مباشرة إلى المجاري التّنفسيّة أو قناع BiPap ، الذي يزوّد الجسم بالأكسجين عبر الفم.
- تتضمّن الخيارات الأخرى الجراحات، مثل تغيير موقع الفم عن طريق دفع الفكّ إلى الأمام لفتح الحنجرة، أو الجراحة التي تهدف لإزالة النّسيج الفائض من الحنجرة.
7- الخلل في دورة النّوم واليقظة الطّبيعيّة:
تُعرف هذه الحالة بمشكلة النّوم الإيقاعي، أو ببساطة أكثر، الخروج عن متزامنة الليل والنّهار الطّبيعيّة واتّباع الأنماط الشّاذّة في النّوم، مثل التّأخُّر عن موعد النّوم والبقاء تحت الأضواء السّاطعة، والعمل لفترات طويلة، واستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى في السّرير، واستعمال الكثير من الضّوء في الغرفة أثناء النّوم، ويمكن لهذا كلّه أن يُحدث خللاً في دورة النّوم واليقظة الطّبيعيّة.
أسباب هذه المشكلة:
يسبّب الظّلام إنتاج هرمون melatonin، الذي يخبر الدّماغ بأنّ الوقت قد حان للنّوم. وبالمقابل عندما تلاحظ العيون الضّوء فإنّها توقف إنتاج melatonin ممّا يوحي للدّماغ بأنّ وقت الاستيقاظ قد حان.
حتّى أقلّ كميّة من الضّوء في الغرفة يمكن أن تمنع الجسم من الاسترخاء والنّوم العميق. إنّ استعمال أدوات مزوّدة بشاشات مضيئة تزيد من إنتاج الـ melatonin، لأنّ اللّمعة الخفيفة تدخل مباشرة إلى العيون.
لعلاج المشكلة:
- محاولة الالتزام بجدول نوم منتظم يحاكي الدّورة البيولوجيّة الطّبيعيّة للّيل والنّهار، ومن المفضّل اتّباع الجدول نفسه طوال الأسبوع.
- يوصي الخبراء بالنّوم من السّاعة 10 مساء إلى 6 صباحاً، أو من 11 مساء إلى 7 صباحاً كلّ ليلة.
- في حالة عدم الشّعور بالنّشاط في الصّباح، يجب محاولة المشي قليلاً تحت أشعة الشّمس.
المصادر:
https://www.caring.com/
http://arabic.rt.com/