ملكة سبأأخبار الأيّام الثّاني 9: 1-12خلفيّات القصّةتساوي دلالة الكلمة العبريّة «شبا» الأكثر انتشاراً الكلمة العربيّة «سبأ»، بمعنى المملكة السّبأيّة العظيمة في المنطقة المعروفة اليوم باليمن.وقد جرت أخيراً حفريّات في «محرم بلقيس» وهو هيكل عتيق بقرية مأرب القديمة بمنطقة يُحسب أنّها كانت تنتمي إلى مملكة سبأ العتيقة. والاسم بلقيس هو ما تُسمّى به ملكة سبأ في القصص التي انتشرت فيما بعد في التّراث الإسلامي. على أنّ ملكة سبأ لا يُذكر اسمها في النّص القرآني نفسه. وتوافق القصّة القرآنيّة الرّواية المسجّلة في الكتاب المقدّس في بعض الملامح، لكنّها تضيف إلى وصف الملكة تفاصيل لا تُذكر في الكتاب المقدّس. تروي ملكة سبأ قصّتهالقد سمعت بحكمته العجيبة وغناه فقد سمّاه نبي وطنه "محبوب الإله" لماذا قمتُ بهذه الرّحلة البعيدة؟ تساؤلاتي هي التي دفعتني وضاقت بي أسئلتي وحيرتني وكم بذلت وقتاً وجهداً في التّأمّل والتّفكير قبل أن أقرّر الذّهاب والمسير وأتبع طريق الحرير الطّويل والمثير من وطني الأخضر الثّري إلى بلد بعيد صغير إلى بلاط سليمان الملك الشّهير حملتُ معي بعض الهدايا الثّمينة هدايا تليق بقائد ذائع الصّيت، والشّهرة العظيمة أربعة أطنان من الذّهب، والحجارة الكريمة وأكياس مكدّسة بالتّوابل والأطايب المعطّرة الغريبة سفري كان مُتعِباً ولم يخلُ من المخاطر الكثيرة رغم الرّفقة والحاشية الكبيرة حبّذا لو أُرضي اشتياق قلبي، ورغبتي الشّديدة هل فعلاً يستطيع رَجُل عادي أن يعرف أسرار الحياة العميقة؟؟ قالوا إنّ حكمته وهبها له إلهه العظيم وعند وصولي، تجاوزتْ الحقيقة توقّعاتي فلم يخبروني ولو بنصف الحقيقة وجمال وروعة القصر والحديقة الموائد الفاخرة مغطّاة بألوان الأطايب الشّهيّة والهيكل الرّائع الذي قُدِّمت فيه الذّبائح الكفّاريّة عن خطايا الشّعب وذنوب البقيّة وعندما تحدّثت مع الملك، عَجبت من لطفه وكرمه وفهمه لم يحرجه أيّ سؤال ولم تصعب علية أيّة قضيّة رأيته يحكم بالعدل والبرّ، ويُنصف كلّ بائس وشقيّة وعندما تأمّلت في ما رأيته أدركت سرّ سليمان وحكمته فقد أمطر ربّه عليه المواهب وأحبّه سبحانه وشعبه الغالب نعم، إنّ محبّة الله الغير مشروطة واللّامتناهية هي المفتاح الذي يفتح أبواب قلوبنا الشّقيّة وعلمت أنّ احترام الرّبّ هو رأس كلّ حكمة حقيقيّة ومعرفة نقيّة للتّأمّلوستقوم ملكة الجنوب يوم الدّينونة مع هذا الجيل وتدينه، لأنّها جاءت من أقصى الأرض لتسمع حكمة سليمان، وها هنا أعظم من سليمان! (بشارة متّى 12: 42) وبعد عدد من القرون حَمد الرّبّ يسوع ملكة سبأ على تواضعها واستعدادها لتُصغي إلى عبد الله سليمان. فكيف يمكن أن نقتدي بها، نظراً لأنّنا نقترب من أعظم من سليمان، من ربّ المجد نفسه، الذي يقرع باب قلوبنا؟ أين موقعك الحالي في رحلة حياتك؟يقول لنا الكتاب المقدّس: أطلبوا، تعطوا. إسعوا، تجدوا.إقرعوا، يُفتح لكم. (بشارة متّى 7: 7) ما هو أعظم اشتياق في قلبكِ؟ هل عبّرتِ عنه أمام أحد؟ هل قدّمتيه لله في الصّلاة؟ هل أنتِ مستعدّة أن تُنفقي وقتاً وجهداً في البحث عن أجوبة أسئلتك؟ ولو طَلب منك هذا البحث الخروج من مجال الأمن والرّاحة، ولو طَلب منك أن تعرّضي نفسك لسوء فهم الآخرين، فهل تخرجين؟ هل تعرفين شخصاً حكيماً يمكن أن تطلبي منه أجوبة الأسئلة التي تقلقكِ؟ |
||