search
burger-bars
Share

المفتاح الثالث ـ مفتاح النعمة ـ الصلاة

المفتاح الثالث ـ مفتاح النعمة ـ الصلاة

الكتاب المقدس

1 تسالونيكي 5: 17  "صلوا بلا انقطاع"

الدرس

يوجد ثلاث كلمات فقط في هذه الآية "صلوا بلا انقطاع". واحدة من أقصر الآيات في كلمة الله لكن تحمل أعمق وصية في كل الكتاب. إنها ليست نظرية لاهوتية تتعلق برحلة إيمانك بل هي مسألة حياة أو موت. فهمت الكنيسة الأولى هذا الأمر جيداً والمؤمنون الأوائل اختبروه. هناك حدث هام في تاريخ الكنيسة الأولى وقعت أحداثه في أعمال 12. كان "استفانوس" قد استشهد منذ فترة قصيرة وفجأة بدأت قصة طويلة تحمل في طياتها أحداثاً مفرحة وأخرى محزنة، استشهاد وتحرر. ألقي القبض على "يعقوب" وقطعوا رأسه وحبسوا "بطرس" ووضعوه تحت حراسة مشددة. لكن مع الحزن بسبب ما حدث مع "يعقوب" جاء الفرح عندما خرج "بطرس" بطريقة معجزية، بمساعدة ملاك، وهرب من ميتة مؤكدة ... لأن الكنيسة كانت تصلي.

في ع 5 نجد مفتاح حياة الأمانة. هذا المفتاح هو الذي أسند "بطرس" في السجن والمؤمنين على مر العصور. كلمة الله تكشف ببساطة عن قوة الصلاة في كلمة واحدة "أما". اسمع قصة "بطرس" الذي وجد نفسه مقيداً بسلاسل بين أربعة فرق عسكرية يتكون كل منها من أربعة عساكر، ستة عشر من الرجال المسلحين كانوا يحرسونه نهاراً وليلاً. تقول كلمة الله في أعمال 12 : 5 "فكان بطرس محروساً في السجن. وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله".

إننا نضع "وأما" ـ ليس "و" ـ في ظروفنا من خلال الصلاة. لا نقرأ "فكان بطرس محروساً في السجن. والكنيسة كانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله". لكن مكتوب "وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة". هذا يشير إلى أن الأمور كانت على وشك أن تتغير. لم ينته الأمر بعد، القصة كانت في بدايتها.

لكن الإيمان يأتي مع الصلاة. الصورة الرائعة التي رسمها "لوقا"، كاتب سفر الأعمال، هي لـ "بطرس" وهو نائم رغم علمه بالمصير الذي كان ينتظره. استطاع أن ينام لأنه لم يؤمن فقط بالله بل صدق الإله الذي آمن به. كان "بطرس" يعرف المواعيد التي أعطاها له الرب في يوحنا 21 : 18. كان الرب وعد "بطرس" قائلاً "الحق الحق أقول لك لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء". صدّق "بطرس" تلك الكلمة وأدرك أنه لم يحن له الوقت بعد للاستشهاد. استند على معرفته بأن لا شيء سيحدث له خارج مشيئة الله. صلِّ وآمِن. لا تصلِّ أولاً كي تتحرر بل صلِّ للأمانة، وثِق أن الله سيلبّي صلاتك بمساندتك في أوقات الشدة أو بتحريرك لأجل مجده. ضع "وأما" في قصتك. ابدأ الصلاة ... بلا انقطاع!

التطبيق

كان "جرهارد هام" واحد من آلاف المؤمنين المخلصين الذين سطع من خلالهم نور الله على الاتحاد السوفييتي خلال سنوات الحكم الشيوعي. نشأ "جرهارد" في منطقة الأورال وكان والداه يمتلكان مزرعة هناك. ثم قامت الشيوعية وفي سنة 1929 جاء اللصوص، كما كان "جرهارد" يطلق على البلاشفة. ولأن والده كان مؤمناً ومن أصل ألماني، فقد قبضوا عليه وحكموا عليه بالنفي إلى سيبريا، كما صادروا مزرعة الأسرة لذا اضطرت الأم وأولادها العشرون الانتقال إلى سيبريا. قضت العائلة عدة سنوات معاً. ثم تمّ إبعاد الأب عن أسرته ولم يرجع إليهم أبداً. لم يعرف أي فرد منهم مكان قبره. تمّ إغلاق كل الكنائس ونشرت بذور الإلحاد في كل مكان.

فقد الصبي "جرهارد" أباه والأمان والبيت والحرية، كل ذلك بسبب اسم الرب يسوع. الجوع والبرد لازماه بصفة يومية، إنها أسباب قوية تدفع مراهق صغير لأن يغضب ويستاء من الله ومن وصاياه. لكن رغم كل هذه الصعوبات والاضطهادات كانت الأم تصلي وتقرأ الكتاب المقدس كل يوم مع أبنائها. عندما مات "جرهارد هام" سنة 1999 في سن السادسة والسبعين ترك وراءه أبناءً مؤمنين. كل أبناءه وزوجاتهم كانوا مؤمنين أتقياء كما كان أحفاده يتميزون بالحياة المكرسة للرب. كل إخوة وأخوات "جرهارد" التسعة عشر وأزواجهم وأبناءهم كانوا يتبعون خطوات الرب يسوع، ولا زال العديد منهم يخدم في مجالات متنوعة في كل مكان في العالم.

قول مأثور

"لا بد أن نصلي مثبتين عيوننا على الله وليس على الصعوبات"  أوزوولد تشامبرز

صلاة

ليت كلمات فمي وتأملات قلبي تتقوى بالإيمان. ساعدني لكي أصدق حين أصلي وأقول يا رب ليت إيماني يكون مقبولاً في عينيك.

تابع

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة