search
burger-bars
Share

هل الله موجود؟2 يتبع.


المنطقية
يردّد الملحدون طوال الوقت فكرة أن الدينيين ليس لديهم منطق في الحوار، بل إن أغلبهم لا يستطيع أن يجاوبك على أي سؤال خاص بدينه. وفي الواقع فلهم الحق فيما يقولونه.

فمعظم رجال الدِّين لعبوا دوراً أفضل من دور الشيطان نفسه (إذا كان موجوداً) في تدمير فكرة أن الله موجود، ولكن ليس موضوعنا هو رجال الدِّين، يمكنك الرجوع إلى سلسلة مقالات الإيمان بين العقيدة والتطبيق.

ولكن هيا لنتحدث بمنطق عن السؤال الأهم، هل الله حقيقة؟
يتحدث الكتاب المقدس عن فكرة إنكار وجود الله، في المزمور ١:١٤ "قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا". ولذلك فالإلحاد موجود قبل نظرية داروين، وقبل ظهور العلم الحديث، فادّعاء أن الأديان كانت بسبب عدم قدرة الناس على تفسير الأشياء المجهولة من حولها هو ادّعاء باطل، لأن إنكار الأديان موجود قبل ظهور العلم الحديث بآلاف السنين.

هل الملحد جاهل؟
هناك فرق كبير بين الجاهل في قلبه، والجاهل في عقله. المعنى بوضوح هو أن هناك من يريد أن يلغي وجود الله فيتحرر من فكرة الدِّين ومن قيوده ويمارس أفعاله الفاسدة كما يحلو له.

وهناك نوع آخر من الملحدين لديه مشاكل منطقية مع الله والإيمان، لديه تساؤلات لم يستطع أحد أن يجاوبه عليها، وبالرغم من ذلك مطلوب منه أن يؤمن ويصدق أن هذه السماء يسكنها شخص يدعى الله، يحسب حسناته وذنوبه ويجازيه عليها، وفي النهاية هناك احتمال أن يدخل الجنة التي تحتوي على خمر ونساء وأكل. وهناك احتمال أن يتعذب في النار.
وبالإضافة لذلك فإن مجتمعنا رسَّخ صوراً غير حقيقية عن الله جعلتنا نتمنى أن يكون غير موجود من الأصل.

الجهل
الجهل هو عدم المعرفة الصحيحة للأشياء، وكما أن الحقيقة نسبيّة فالمعرفة أيضاً نسبيّة. فالجهل مثل مياه البِرَك الراكدة ذات الرائحة الكريهة، ومملوءة بالحشرات والبكتيريا. أما المعرفة فإنها مثل مياه النهر، دائمة الفيض ومتجددة وغير مكتفية، كلما فاضت أعطت حياة.
هناك مقولة تقول "الجُهّال دائماً متأكدون" وهي مقولة صحيحة، فبعض الشك يجعلنا نقترب أكثر للحقائق، وإذا كنّا متأكدين تماماً بدون وجود أساس لهذا اليقين فهذا أيضاً جهل.

هذا الأساس المعرفي يتطلب بحثَ وطرحَ ومناقشةَ جميع التساؤلات. قد تحتار وتتوه، وقد تضطر لأن ترتب أفكارك من جديد، وقد تهدم عقائدك السابقة، وأحياناً تبحث فيما كنت تظنه بعيداً عنك. إن لم يكُن لدينا عقل باحث فسنكون مثل مياه البِرَك الراكدة.

قال أحدهم هذا التشبيه الذي أعجبني: في الجامعات العالمية يعلِّمون الطالب كيف يكون لعقله مخالب فينظر لكل شيء من حوله نظرة ناقدة، أما عقل معظم الطلبة العرب فملمسه ناعم مثل الباذنجان، لا يصلح سوى للحشو.
فهناك مؤمنين جُهّال (من كل الديانات)، وهناك ملحدين أيضاً جهال. فقد رأيت ملحدين يتحدثون بكل يقينية عن إلحادهم مثلهم مثل بعض المتدينين الجُهّال.

اختلال المفاهيم
إن أكثر ما يعكر صفو المعرفة الحقيقية، هو اختلال واختلاط المفاهيم، هو أن تأخذ مسارات خاطئة تؤدي لنتائج كارثية. وبالرغم من أن عقولنا بفطرتها تحاول أن تصحّح لنا مفاهيمنا، ولكننا نخاف أن تقع قطعة الدومينو فتهدم كل شيء. إن اختلال المفاهيم يؤدي لأن نسأل السؤال الخاطىء، مثل: من خلق الله؟ وكثيراً ما نتّهم الله باتّهامات لا حصر لها. ولكن السؤال هنا: أي إله تقصد؟ هل إله الإسلام أم إله المسيحية أم إله اليهودية؟؟؟ أم الله الذي لا تعرفه؟! نحن نتهم الله الذي عرفناه من ثقافتنا، الذي عرفناه من ديننا، ولكن هل عرفنا الإله الحقيقي؟ (وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ...) يوحنا ٣:١٧

تابعنا في المقال القادم، هل الله موجود؟ 3

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone