جميعنا في هذا الطّقس نشعر ببرودة الجو خارج البيت،
ففي داخل بيوتنا فقط يوجد الدّفء والرّاحة والاحتواء، بل والسّعادة أيضاً.
ولكن تفقد بيوتنا دفئها حينما تفسد جدرانها، وتتهتّك شبابيكها، لأنّها أُهمِلت ولم يتمّ صيانتها.
"كان منزل صديقي محطّم الجدران بالفعل، وكانت تدبّ المشاكل بمجرّد دخوله للبيت. فزوجته عنيدة وهو كذلك أيضاً، فلم يستطيعا أن يتقبّلا عيوب بعضهما البعض، ولم يستطيعا أن يسدّا ثغرات جدران منزلهما، حتّى انهار عليهما وعلى طفلهما البالغ من العمر 4 سنوات.
عاش صديقي سنوات كثيرة في كآبة، وكبر ابنه بعيداً عن دفء الأسرة. والمحزن بالفعل أنّ صديقي هذا كلّما رأى بيتاً مملوءاً بالدّفء والحبّ كان يشعر بالجوع لهذا الدّفء.
وأنت عزيزي / عزيزتي
قد يكون هناك ثغرات في جدران أسرتك، تحتاج إلى قوّة وصلابة الحبّ لغلقها، تحتاج أن تجلس وتجلسي مع شريك حياتك وتتحدّثا بشأن مشاكلكما والصّعوبات التي تواجهكما في علاقتكما سويّاً، وتعطيا مساحة لكي يتسلّل الحبّ إلى قلبيكما من جديد.
البيوت المليئة بالدّفء والحبّ ليست ناتجة عن الصّدفة أو الحظّ، ولكنّها ناتجة عن فردَين استطاعا فهم أنّ الحبّ يحتاج دائماً للتّجديد، وأن دفء الأسرة لن يعوّضه أيّ شيء آخر.
لكلّ شيء جديد في حياتنا نشوة، والشّخص الذّكي هو من يستطيع أن يتمتّع بهذه النّشوة دائماً، هو من يستطيع أن يجدّد حياته وعلاقاته دائماً.