لم يتم العثور على الفيديو المطلوب
يتأثّر الأطفال بالبيئة المحيطة بهم وبالحياة الأُسريّة التي يتربّون فيها
فيراقب الأطفال عن كثب العلاقة بين والديهم، وعندما تكون هذه العلاقة غير مستقرّة بطريقة ما، يتسبّب هذا في الكثير من الارتباك وعدم الاستقرار لدى الأطفال.
يتسبّب الطّلاق بالكثير من الأسئلة والشّكوك لدى الأطفال، فيشكّون في أنفسهم ويُحمّلون أنفسهم مسؤوليّة المشاكل التي تحدث بين آبائهم. ويكبرون وهم يعيشون في عقدة الإحساس بالذّنْب والمسؤوليّة عن انفصال والديهم، ويستمرّ ذلك معهم لفترة طويلة إذا لم يتمّ معالجتهم نفسيّاً.
كما يُسبّب الطّلاق ضغوطات نفسيّة شديدة على الأطفال، فالتّغيير من أكثر المخاوف التي تواجه الطّفل في هذه المرحلة. ويتضمّن هذا التّغيير: تغيير المنزل، غرفة النّوم وحتّى الجيران. فالطّلاق سيؤدّي إلى تغيير حياتهم، مع تغيير في الرّوتين والعادات التي اعتادوا عليها. كلّ هذه التّغييرات تؤدّي إلى الشّعور بعدم الأمان والتّشتُّت لدى هؤلاء الأطفال.
وكثيرون من أطفال الطّلاق أنفسهم، لا يعتقدون أنّهم قادرون على إقامة علاقة صحيّة طويلة المدى في حياتهم الشّخصيّة، وبالتّالي يمتنعون عن الزّواج عموماً، حيث أظهرت الإحصائيّات أنّ الأطفال الذين تربّوا في بيت مستقرّ أكثر قدرة على تكوين بيوت مستقرّة. ويعيش أطفال الطّلاق حتّى سنّ البلوغ وهم يحاولون أن يكسبوا ودّ الآخرين ورضاهم. وقد يستمرّ هذا الشّعور بداخلهم حتّى سنّ الزّواج خوفاً من أن يتخلّى عنهم الأقربون أو شريك الحياة.
بالإضافة إلى ما سبق، فأطفال الطّلاق يعانون أكاديميّاً، كما يعانون من مشكلات سلوكيّة كبيرة. وأشارت الأبحاث أنّ هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للأمراض، كما أنّهم يتعافون بصورة أبطأ من غيرهم من الأطفال.
فالطّلاق له أثره الكبير على شخصيّة الأطفال نفسيّاً واجتماعيّاً، حيث يعيشون بجروحهم العاطفيّة حتّى سنّ البلوغ، كما يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، المخدّرات، شرب الكحوليّات ومشاكل جنسيّة وأشياء أخرى كثيرة يعانون منها.
وبينما يأخد الآباء الحلول السّريعة لمشكلاتهم، فإنّهم في الوقت نفسه يتسبّبون بأضرار نفسيّة جسيمة تستمرّ لسنين لدى أبنائهم. فالطّلاق ليس بالشّيء الهيّن عند الأطفال، فهو تجريد لهم من منازلهم، وعائلاتهم وآبائهم، كما يفقدهم الشّعور بالاستقرار. غالباً ما نعتقد أنّ الأطفال أشدّ قوّة وسيتغلّبون على الظّروف الصّعبة، ولكن عادةً هم لا يقدرون أن يفعلوا ذلك.
لذلك من المهمّ لدى الطّفل أن تتحدّث معه بكلّ صراحة و تجعله قادراً على طرح الأسئلة عليك. كما لا بدّ أن تؤكّد له أنّه محبوباً وسيظلّ محبوباً لكلّ من الوالدين. الوفاء بالوعد: ليتأكّد أنّ والديه لم يتخلّيا عنه. وتنظيم الوقت بين الوالدين أمر مهمّ جدّاً. وأخيراً لو واجهتك نفسك المشكلة وتريد أن تحدّثنا عنها. أو لديك أيّ استفسار أو تساؤل لا تتردّد أن ترسله لنا.