لن أنساكِ يا "رقّة" مدينتي العزيزة،
لن أنسى بيتي وطفولتي وأفضل سنين عمري فيها. الآن، أحاول نسيان تعرّض بيتنا للقصف والدّمار بعدما تركنا، بل بمعنى أدقّ هربنا من القصف في سورية.
هربتُ مع عائلتي إلى إحدى الدّول العربيّة، نعيش فيها على أمل الرّجوع لبلدنا.
شيء صعب جدّاً، أن أحيا هاربة أو لاجئة في بلد ليس بلدي، صعب أن أشعر بأنّي غريبة، والأصعب أنّ هناك من يراني فريسة سهلة.
شائعة غريبة انتشرت في البلد الذي يستضيفني، وهي أنّه من السّهل الزّواج العُرفي من السّوريّات. والبعض يطمع فينا دون أيّ نوع من الزّواج.
شعرت بألم كلّ ما حدث في السّنوات الماضية حينما وجدتُ جارنا في بلد الغربة يطاردني، وأخبرني أنّه يريد أن يتزوّجني عرفيّاً.
أشعر بغضب وحزن وضعف. أشعر بكلّ هذا في الوقت نفسه.
وأتساءل، متى يا رب نعود لديارنا؟
متى ستفكّ الكرب عنّا؟
يا رب، أريد أن أسألك، لماذا يحدث كلّ هذا؟
لماذا كلّ هذا الشّرّ؟
لماذا نرفض الحياة بسلام؟
وحتّى لو لم تُجِبني، أريد أن أخبرك بأنّي أحبّك ومتمسّكة بك.
وأدعوك بل أصرخ إليك من قلبي المجروح، يا إله الحبّ والسّلام والرّحمة. أن ترحمنا من الشّرّ.
دع أنهار السّلام تتدفّق من جديد في بلدي.
أتذكّر أنّك قلت، "قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ". إنجيل يوحنا 16: 33
يا إله السّلام، ألتجئ إليك.
في ظلّ هذه الأوضاع الصّعبة، أحتمي فيك
وأنتظر أن تملأ عالمنا بسلامك وحبّك.
يا ربّ