خلق الله القدّوس جسم الإنسان ووضع فيه علامات إنذار لتعلن له عن وجود مشاكل أوأضرار لينتبه لها، بهدف إعادة التّوازن إليه قبل وقوع الكارثة المرضيّة الكبرى التي لايمكن تصحيحها بسهولة.
لقد تغيّر كلّ شيء في حياتنا فأصبح الرّتم فيها سريعاً، وتغيّر أيضاً المرض معها، فعوضاً عن الالتهابات والنّزلات العاديّة ازدادت الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والسّكري، التي تعتبر من أهم العوامل التي تسبّب تصلّب الشّرايين والجلطة الدّماغيّة.
تُعدّ الجلطة الدّماغيّة ثاني أهم سبب للوفاة بعد الجلطة القلبيّة للمسنّين، وتسبّب إعاقة جسديّة للشّباب. ويمكن تجنُّب 80 % من حالات الإصابة بالجلطة الدّماغيّة من خلال تجنُّب 5 عوامل تُعتَبر أكثر أسباب الإصابة بالجلطة الدّماغيّة:
1- ارتفاع ضغط الدّمّ، هو من الأسباب الرّئيسيّة للإصابة بالجلطة الدّماغيّة.
2- ارتفاع نسبة الكولسترول الضارّ هو أيضاً من العوامل الخطرة التي تؤدّي إلى زيادة نسبة الدّهون، خاصّة في البطن والكرش.
3- التّغذية غير الصّحيّة.
5- قلّة الحركة.
6- التّدخين.
إضافة إلى ذلك هناك أسباب أُخرى تساهم في الجلطة الدّماغيّة:
1- عدم انتظام ضربات القلب يؤدّي إلى الجلطة الدّماغيّة.
2- مرض السّكري.
3- السّمنة المفرطة.
4- الضّغط العصبي والاكتئاب.
5- شُرب الكحول.
6- عدم الاعتناء بالأسنان، ممّا يؤدّي إلى وجود نسبة كبيرة من البكتيريا المؤذية في الفم والتي تزيد احتمالات تضيُّق الأوعية الدّمويّة للدّماغ والقلب.
تؤكّد الدّراسات الطّبيّة الحديثة وجود علامات واضحة يمكن أن تُنبِىء وتساعد على تجنُّب وقوع هذه الجلطة الدّماغيّة القاتلة:
1- صداع مفاجىء بدون سبب يتكرّر عدّة مرّات.
2- دوخة أو عدم توازن في المشي.
3- صعوبة في الرّؤية في إحدى العَينين أوكلتيهما.
4- عدم القدرة على الكلام أو النُّطق.
5- عدم القدرة على تحريك أصابع اليدّ، الذّراع أو الرِّجل.
6- تَنميل أو تخدير مفاجىء أو ضعف في الوجه، الذّراع، الرِّجل، خصوصاً في أحد جانِبَي الجسم.
7- صعوبة في البَلع أو في الإحساس.
8- قد يحدث إنحناء في زاوية الفم.
9 - غالباً يحدث شلل في نصف واحد من الجسم.
عند ظهور هذه العلامات يجب اللّجوء إلى الطّبيب فوراً لمنع حدوث السّكتة (الجلطة الدّماغيّة) أوالتّمكُّن منها، فكلّ ثانية تمرّ على المُصاب بالجلطة يخسر 32 ألف خليّة دماغيّة.
يَنصح أحد الأطبّاء بسؤال المريض 3 أسئلة لتعلَم أنّه مصاب بالجلطة والإسراع بأخذه إلى المستشفى قبل 3 ساعات، مع وجود الأعراض السّابقة:
- أُطلب منه أن يبتسم.
- أُطلب منه أن يقول جملة قصيرة.
- أُطلب منه أن يرفع كلتا يديه.
إذا لم يستطيع المريض عمل هذه الأمور الثّلاثة يُنقَل مباشرة إلى المستشفى.
يوجد نوعان من السّكتة الدّماغيّة:
1- إنسداد في أحد شرايين الدّماغ (حدوث نقص تروية دمويّة شاملة)، ممّا يسبّب تصلّب الشّرايين ويمنع تدفّق الدّم عبرها بسبب تراكم الدّهون التي تحتوي على الكولسترول، وتسبّب هذه الدّهون ضعف في تدفّق الدّم في الشّرايين تصل نسبتها إلى حوالي 80 %، كما أنّ عدم انتظام ضربات القلب يؤدّي إلى تكوين كتلة دمويّة تزيد من فُرص حدوث السّكتة الدّماغيّة. هناك نقص تروية الدّم العابرة (غالباً تتبعها بسكتة دماغيّة شاملة أي النّوع الأوّل من نقص التّروية)، لذا الإسراع بالتّشخيص سيقلّل في احتمالات التّعرُّض للسّكتة الدّماغيّة، وكلاهما يسدّ مجرى الدّم الذي يغذّي جزء من الدّماغ، لكن الفرق واضح حيث تستغرق نوبة نقص تروية الدّم العابرة دقائق أو ساعات ثمّ تزول، بينما يستمرّ نقص التّروية الشّاملة لأكثر من 24 ساعة.
2- إنفجار في أحد شراين الدّماغ (أي تمزّق في الأوعية الدّمويّة)، بسبب الضّغط الزّائد على جدران الأوعية الدّمويّة ممّا يسبّب نزف شديد، حيث يتسرّب الدّم من الأوعية الدّمويّة إلى المخّ فيُحدِث نزيف فيه ويقوم بتدمير الخلايا.
إنّ ارتفاع ضغط الدّم هو السّبب الأكثر خطورة للإصابة بهذا الإنفجار أو التّمزُّق في الدّماغ.
ملاحظة هامة: إذا تعرّض الشّخص لنوبة نقص تروية الدّم العابرة فإنّ التّشخيص سيساعد على منع وقوع نوبة نقص تروية شاملة (الجلطة الدّماغيّة) فيما بعد. أمّا إذا تعرّض الشّخص لنوبة نقص تروية شاملة (سكتة دماغيّة)، فإنّ الوصول إلى المستشفى خلال 60 دقيقة لأخذ دواء لتفتيت الخثرات الدّمويّة سيقلّل إلى حدٍّ كبير من الأضرار النّاجمة عن السّكتة الدّماغيّة.
الإسعافات الأوليّة للمصاب بالسّكتة الدّماغيّة:
1- عدم إعطاء المريض أيّ طعام أو شراب.
2- القيام بإنعاشه إذا حصل أي تقطُّع في التّنفّس.
3- إذا حدث قَيء يجب لفّ رأس المريض إلى أحد الجوانب لمنع اختناقه.
طُرُق الحماية والتّقليل من السّكتة الدّماغيّة:
1- التّحكُّم في الكولسترول، والابتعاد عن الأطعمة ذات السّعرات الحراريّة العاليّة.
2- الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية من الدّهون والأطعمة المقليّة.
3- تقليل استخدام الأملاح في الطّعام الذي يرفع مستوى ضغط الدّم.
4- تناول الخضار والفواكه بكثرة.
5- السّيطرة على مرض السّكّر.
6- الحفاظ على وزن الجسم.
7- التّقليل من الضّغوط النّفسيّة.
8- ممارسة التّمارين الرّياضيّة، والمشي لمدّة ساعة يوميّاً يقلّل من هذا الخطر.
9- تناول مضادّات التّجلُّط مثل الأسبرين فوق سنّ الأربعين باستشارة الطبيب وأيضاً الزّنجبيل.
10- مراقبة ارتفاع ضغط الدّم، وعمل فحص لضغط الدّم كلّ سنتين مرّة على الأقلّ إذا لم يكن الشّخص مصاباً بالضّغط.
المأكولات المفيدة التي تَقي من الجلطة الدّماغيّة:
1- وجد باحثون أميركيّون أنّ تناول السّمك المطهي أو المشوي مرّتين أو ثلاث مرّات في الأسبوع بانتظام، يساعد على تقليل فُرص الإصابة بالسّكتة الدّماغيّة حوالي النّصف، حيث تحتوي الأسماك على أحماض دهنيّة غير مُشبَعة تساعد على تدفُّق الدّم وتقلّل ضغط الدّم المسؤول عن النّزف الدّماغي (أي النّوعين من الجلطة الدّماغيّة). وهذه الأسماك هي الزّيتيّة فقط مثل الماكريل والتّونة والسّردين والسّلمون، فإذا كنتَ تتناول هذه الأسماك بانتظام عدّة مرّات فلستَ بحاجة إلى كبسولات زيت السّمك.
2- تناول كأس واحد من عصير البرتقال يوميّاً يساعد على زيادة الكولسترول الجيّد، وأيضاً تناول البرتقال.
3- تناول 3 أكواب فقط من الشّاي الأسود والأخضر يوميّاً يذوّب الدّهون ويقلّل خطر الإصابة بالجلطات الدّماغيّة.
4- زيت الزّيتون الصّافي يقلّل من نسبة الكولسترول المسبّب الأساسي لتصلُّب الشّرايين، وأيضاً العنب يلعب دوراً في الحدّ من الكولسترول الضارّ.
5- تناول الخضار والفواكه الطّازجة مثل الأفوكادو - البطاطا الحلوة – البطاطس - الفول –البازلاء – الجزر - منتجات الصّويا مثل التّوفو.
6- أثبتت الأبحاث أنّ الزّنجبيل يساعد في سيولة الدّم، وأنّ شرب كوب واحد منه صباحاً يَقي من حدوث السّكتة الدّماغيّة.
من الممكن تخفيض زيادة معدّلات السّكتة الدّماغيّة باتّباع إرشادات خاصّة، ويمكن التّحكُّم بالعوامل الخطيرة التي تؤدّي إلى الجلطة الدّماغيّة، كتناول الأطعمة التي تَقي منها والتّعرُّف على العلامات التي تُنبِىء بها. كما لا يجب الإهمال في الإسراع إلى المستشفى والخضوع للفحص والعلاج خلال السّاعات الأولى من حدوث الجلطة الدّماغيّة للتّقليل من أخطارها.