____ المسيح والسنة الإدارية ____
“أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.” ~ إنجيل لوقا ~ |
بعد مداولات الميزانية والقرارات الجريئة أذن لدنه بعد موافقة الحكومات العربية وبعد مراجعة القائمين على الأمر. ألّا نكون كالإفرنج والروم وبيزنطة. وألّا نكون بأيّ حال كالنّصارى. فنحن في بلاد أصيلة وفي التّاريخ عريقة. |
وحتّى ما يروى عن مسيحيتها من ترتليانوس إلى أوغسطينوس ليست إلاّ خرافات، إستعمارية، ومن بقايا كتب التّاريخ القديمة فلا كنائس ولا صلبان في أرض قرطاج العريقة. ورغم أنف بعض البناءات والعادات والوشم؛ الشاهد عن وجوده. ورغم أنف الباحثين وفي التّاريخ ضالعين نودّ بكلّ أدب وكياسة ألّا نحرج ماضينا العتيد بحكايات الميلاد المجيد. وتقويمه. |
فلنا إبداع جديد. واختراع في مجال مختلف. عن التكنولوجيا والمحمول والرابض والثابت والمتحوّل. فما لنا وما قبل الميلاد وبعده! عفوا قبل الإدارة وبعدها!!!!!!!!!! في بلاد كانت أصلا مزدهرة. |
لذا أذن لدنه: بافتتاح سنوات جديدة ورزنامة أكيدة ذات توقيت إداري. ولها رقيب يساري، وفي قراراته لا يجاري فلا الإخوان ولا المسيح لهم إذن أو تصريح إداري، في بلاد من أيّ شيء لا تعاني. فكلّ عام وأنتم فرحون وإداريون على الدوام والسلام. |
|
والمسيح رغم أنف القائمين على الإدارة والمراقبين والرافضين لابن النّاصرة؛ ففلسطين إعتادت الرفض والفلسطينيون أصلا مرفوضون فلا جوازات ولا عبور فهو معتاد على التزوير والتغيير منذ أن حكم عليه بالصليب من قبل أحد الإداريين. بيلاطس وهيرودس وقيافا وحنّان وكلّ رجال الدين، للإدارة وفنونها متقنين. |
فالمسيح إعتاد، ولكنّه للزمن قاسم، فاصل رغم أنف الإدارة. والقائمين منذ الثامنة صباحا إلى السادسة مساءا وفي كلّ الفصول والعطل السعيدة والآحاد والتوحيد المعقّد منها والبسيط... يعلن رغم نتائج التزوير أنّه غير مبالي برزنامة، للإدارة ضابطة وفي مصائر البشر متحكّمة، للمواعيد محدّدة. |
فهذا الثوري الحبيب ريفي لم يعتد التحديد والمواعيد الغريبة ونظام الإدارة من رومان ويهود؛ لكنّه يبحث عن رزنامة ميلادك الذي أنت أمامه مسؤول في تحديده، وبحرّيتك العزيزة عليه أنت من يكتب ميلادك "فالمولود من السماء، من السماء هو والمولود من الجسد، جسد هو" وأنت أمامه معني باختيار ميلادك وتحديد تاريخه في سنة ميلاديّة، غير مدرجة في جداول الإدارة. ولا أرشيف لها على الأرض هنا فاسمك مكتوب لديه محفور على يديه في كتاب الحياة في سفر السماء. |
فميلادك الثاني إذا هو كلّ ما يعني المسيح فلا الإدارة ولا المديح ولا الرزنامة أو أبراج السماء من دلو وعقرب أو جدي أو جوزاء تحدّد مصير الأبناء |
في البدء كان... يسوع - بقلم عماد دبّور