الأداة الخامسة ـ حضور الله
رومية 8 :35 ـ 39 "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا." |
|
يود العالم أن تعتقد أنك بمفردك، وأن ما من أحد يهتم بك. لكن الرسول "بولس" يقول: "لا فإني متيقن أن لا شيء يقدر أن يفصلنا عن محبة الله التي تجسدت على الصليب في المسيح يسوع". إنه ليس وعداً على الرب أن يفي به. بل وعداً قد أوفاه بالفعل. لدينا أب يقظ لا ينعس ولا ينام (مزمور 121) وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نتقابل مع الله في أي مكان وفي أي وقت. ويعني أيضاً أننا نحيا لأجل ملكنا الذي سلك قبلنا الطريق نفسه ويمتعنا بمعيّته معنا طوال الوقت. عندما طلب الرب من تلاميذه أن يذهبوا ويتلمذوا الأمم أعطاهم هذا الوعد: "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متّى 28: 20). وهذا يعني أننا يجب أن ننظر إلى ما أبعد من ظروفنا المادية وأن نفهم الواقع الروحي. مهما كان الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، سواء كنا محاطين بأعداء أو حتى في وادي ظل الموت، لا يجب أن نخاف لأن الله معنا (مزمور 23: 4 و5). هذا ما نجده بوضوح في دانيال 3، حيث رفض الفتية الثلاثة السجود للأصنام فألقوهم في أتون النار عقاباً لهم. لكن الله اختار أن يتدخل بطريقة معجزية ولا يتركهم يموتون حرقاً، وظهر شخص رابع (نؤمن أنه الرب يسوع) كان يتمشى معهم وسط النار!. تكلم الله أيضاً من خلال إشعياء النبي وأوضح أنه أيّاً كانت الحالة التي يمرّ بها شعبه فهو سيكون معهم (إشعياء 43: 1 و2). سُمِّيَ الرب يسوع ـ لتتميم النبوات ـ بـ"عمانوئيل" الذي تفسيره "الله معنا" (إشعياء 7: 14 ومتّى 1: 22 و23). عندما تحيط بك المخاوف والشكوك، استخدم هذه الأداة. اعلم أنه لا شيء يقدر أن يفصلنا عن محبة المسيح. |
|
قضى القس "تشن" جزءاً من عمره البالغ 18 عاماً في بالوعة مجارٍ بمعسكر سخرة صيني. كانوا يدلّونه في "بالوعة نتنة" لكن الابتسامة الكبيرة لم تكن لتفارق وجهه!. أثناء عمله ككاسح فضلات ذات رائحة كريهة جداً (لتُستخدم فيما بعد كأسمدة في الحقول) كان يردد كلمات تلك الترنيمة القديمة: "جئت إلى الحديقة وحدي، بينما لا تزال قطرات الندى على الورود ...". قال إنه كان يشعر بأن الرب يعانقه بقوة وهو يرنم تلك الكلمات وأصبحت البالوعة حديقته الخاصة. قال في حوار له بـ"كونمينج" بالصين: "كان ذلك بَرَكة رائعة لي لأنها كانت الوقت الوحيد الذي تبتعد فيه عني أعين الحراس المتطفلة. كان بإمكاني وقتها أن أتكلم مع الله وأسبح اسمه بصوت عالٍ كما كان باستطاعتي سرد الآيات التي أحفظها. لقد اختبرت أهمية حفظ الآيات بالنسبة لنا كمؤمنين". وحكى كيف كانت البالوعة عميقة جداً، وكان عليه الخوض في الوحل لتنظيفها من الفضلات التي كانت رائحتها نتنة، لدرجة أن الحراس والمساجين الآخرين كانوا لا يحتملونها فيتركونه ويمضون، لذا كان يتمكن من الاستمتاع بوقته منفرداً مع الله. حتى بالوعة مجارٍ ذات رائحة عفنة قد تصلح كمكان نلتقي فيه مع الله! |
|
"قد نتجاهل وجود الله لكن لا يمكننا أبداً الهروب من وجهه" سي إس لويس |
|
أشكرك يا رب لأنك دائماً معي. ساعدني ليكون لي قلب حسّاس لحضورك، حتى تصير طُرُقي مَرضيّة لك. |