أمثال 8: 32 ـ 34  "فالآن أيها البنون اسمعوا لي. فطوبى للذين يحفظون طرقي. اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه. طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهراً كل يوم عند مصاريعي حافظاً قوائم أبوابي"

قابلية التعلم هي اختيار، وليس غريباً أن يكون لدى الله الكثير ليقوله عن هذا الموضوع. لاحظ العتاب الموجود في أمثال 8: 32، حيث يوصينا الله ثلاث مرات في هذا المقطع القصير بالاستماع إليه!. هذا التشديد الإلهي يوضح لنا أن الكثيرين يعانون من مشكلة في الاستماع، فإذا لم نسمع فلن نتعلم. نادراً ما يأخذ المتكبر نصائح الآخرين بجدية. هناك قاعدة قديمة في السلوك لدى الرعاة الأمريكان تقول: "لا تفوّت فرصة للتوقف فيها عن الكلام!". إننا لا نسمع حين نتكلم وبالتالي لا نتعلم!

الضيق والألم لهما تأثير واحد من اثنين. إما يتسببان في كسر يؤدي بدوره إلى قلب متواضع وروح قابلة للتعلم، وإما يقسيان القلب فيتولد فيه روح كبرياء أو سخرية يساعد في النهاية على خلق شعور بالبر الذاتي وروح غير قابلة للتعلم. ليس بالضرورة أن كل من يبدأ رحلة الإيمان يرغب في الثبات إلى النهاية. ينضم البعض أحياناً إلى الرحلة لمجرد الاستمتاع بمزايا الحياة مع المسيح سواء كانت مؤقتة أو أبدية. أول مفتاح للثبات حتى النهاية هو القدرة على التعلم. وهذا المفتاح يفتح الباب للمفاتيح الأخرى وبدونه تصبح الدروس الأخرى مجرد نظريات جوفاء.

إذا لم تكن لديك رغبة في التعلم فكل أحلامك وحماسك واستعدادك للتضحية لأجل المسيح ومحبتك له، كل هذا لن يساوي شيئاً. عندما دعا الرب يسوع أول تلميذين قال لهما: "هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس". المفتاح إلى أن يصبحا صيادي الناس كان اتباع الرب يسوع بطريقة تسمح له بأن يغيرهما. أو بمعنى آخر أن يكون لديهما قابلية التعلم.

هل لديك الرغبة في أن تتعلم؟ هل تقترب من أي تحدٍ وأي ضيق وتعتبره فرصة للتعلم من المخلص المصلوب؟ هذا سيكون مفتاحك للثبات.

سأل طالب مرة مرسلاً خدم في باكستان لثلاثين سنة عن صفة واحدة يبحث عنها في المرسلين الجدد. رد بدون تفكير: "رغبة أو قابلية التعلم. لو الشخص لديه الرغبة في التعلم فستستطيع أن تعلمه أي شيء، لكن من لا يحب أن يتعلم لن يثبت إلى النهاية".

"التجربة تعلم من لديه الرغبة في التعلم. التجربة ليست شيئاً يحدث للإنسان بل هي ما يفعله المرء بما يحدث له" ألدوس هاكسلي

أبي السماوي، ساعدني أن أقبل المساعدة. ليكن قلبي مفتوحاً للنصيحة ولتكن روحي مستعدة لأن تتعلم. احمني من الكبرياء ومن القلب غير القابل للتعلم.